200 likes | 425 Views
اسم الله (الجميل) جل في علاه. أ.أمل الغفيلي. أولاً: المعنى اللغوي:. الجمال: الحُسن، والجمال مصدر الجميل. قال ابن سيده: الجمال: الحسن ويكون في الفعل والخلق. ثانياً: وروده في الحديث الشريف:.
E N D
اسم الله (الجميل) جل في علاه أ.أمل الغفيلي
أولاً: المعنى اللغوي: الجمال: الحُسن، والجمال مصدر الجميل. قال ابن سيده: الجمال: الحسن ويكون في الفعل والخلق. ثانياً: وروده في الحديث الشريف: عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر, قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا، ونعله حسنا، قال: إن الله جميل يحب الجمال. الكبر: بطر الحق، وغمط الناس].رواه مسلم
ثالثاً: معنى الاسم في حق الله سبحانه: - قال النووي –رحمه الله-: إن الله جميل، اختلفوا في معناه، فقيل إن معناه: أن كل أمره سبحانه حسن جميل، وله الأسماء الحسنى وصفات الجمال والكمال. - وقال الشيخ محمد خليفة محمد في شرحه لنونية ابن القيم:إن الله سبحانه وتعالى جميل, أي: له الجمال الحقيقي كله؛ فهو سبحانه له الجمال المطلق, وكل مافي المخلوقات من جمال فهو من آثار جمال الرب جل في علاه؛ فكل ما ترونه من جمال المخلوقات هي لا شيء يذكر من جمال الخالق. - وقال ابن الأثير:إن الله تعالى جميل, أي: حسن الأفعال كامل الأوصاف. - وقال الهراس: فالله سبحانه الجميل فله سبحانه الجمال المطلق الذي هو الجمال على الحقيقة؛ فإن جمال هذه الموجودات على كثرة ألوانه وتعدد فنونه هو من بعض آثار جماله؛ فيكون سبحانه أولى بذلك الوصف من كل جميل فإنَّ واهب الجمال للموجودات لا بد أن يكون بالغاً من هذا الوصف أعلى الغايات، وهو سبحانه الجميل بذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله.
رابعاً: الآثار الإيمانية لهذا الاسم: 1-إن الله تعالى هو الجميل على الحقيقة بلا كيف نعلمه، وجماله بالذات والأوصاف والأسماء والأفعال لا شيء يماثله في ذلك، كما قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}(الشورى:11)، وقال سبحانه: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}.(مريم:65) فالله سبحانه الجميل الذي لا أجمل منه؛ بل لو كان جمال الخلق كلهم على رجل واحد منهم وكانوا جميعهم بذلك الجمال لما كان جمالهم قط نسبة إلى جمال الله؛ بل كانت النسبة أقل من نسبة سراج ضعيف إلى ضياء جرم الشمس {وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى}(النحل:60)، ثم إن كل جمال في الوجود من آثار صنعه، فله جمال الذات، والأوصاف، والأفعال والأسماء؛ فأسماؤه سبحانه كلها حسنى، وصفاته كلها كمال وأفعاله كلها جميلة. فلا يستطيع بشر النظر إلى جلاله وجماله في هذه الدار؛ فإذا رأوه سبحانه في جنات النعيم أنستهم رؤيته ما هم فيه من النعيم، فلا يلتفتوا حينئذ إلى شيء غيره.
رابعاً: الآثار الإيمانية لهذا الاسم: قال ابن القيم: لولا حجاب النور على وجهه لأحرقت سبحات وجهه سبحانه وتعالى "ما انتهى إليه بصره من خلقه"، كما رواه مسلم عن أبي موسى قال: [قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع كلمات فقال: إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه ويرفع إليه عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل الليل، حجابه النار لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه – زاد عبد الله – كل شيء أدركه بصره]رواه مسلم، وأفعاله سبحانه جميلة فهي دائرة بين البر والإحسان التي يحمد عليها ويثنى بها ويشكر. وإن مما يدلك على جمال البارئ سبحانه، جمال الألوان التي احتوت أصناف الجمال، وجمالها من الله تعالى فهو الذي كساها الجمال، وأعطاها الحُسن فهو أولى منها، فكل جمال الدنيا باطني وظاهري لا شيء بالنسبة لجماله سبحانه، والله سبحانه نور السموات والأرض قال تعالى: { اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ }(النور:35)، تأملي هذه الآية وقفي معها في وصف الله بالنور. وفي الحديث كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد قال: [اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن ....]صحيح البخاري، وفي العرض الأكبر تشرق الأرض بنور الله {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا}(الزمر:69)؛ فهو سبحانه نور السماوات والأرض.
رابعاً: الآثار الإيمانية لهذا الاسم: 2-إن الله سبحانه الجميل هو واهب الجمال والحُسن لمن شاء، ولذا كان من آثار جماله ما نراه في الكون يراه رائعاً، عجيباً جميلاً لا تمَل العين من جماله وروعته، كما قال سبحانه:{إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}.(الكهف:7) فإنه سبحانه زيّن الأرض وجمّلها بأنواع الحدائق والبساتين والأزهار والأشجار ذات البهجة والحسن والجمال حتى إن الناظر تبتهج نفسه وتفرح بسببها، وهو سبحانه أيضاً زيّن السماء، قال سبحانه:{وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ}.(الملك:5) فمشهد النجوم في السماء جميل جمالاً يأخذ القلوب، وهو جمال متجدد تتعدد ألوانه بتعدد أوقاته؛ بل إن النفس لتؤسر عند مشهد الشروق والغروب ومشهد الضباب والسحاب وأن جمالها يأخذ بالألباب، قال سبحانه: {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ ﴿6﴾ وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ﴿7﴾}.(ق:6،7) بل حتى النباتات من حولنا لها جمال يخلب اللب ويثير الوجدان, قال تعالى: {َهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}.(الأنعام:99) انظر الألوان المتناسقة في الزهور والثمار فيها إبداع وجمال، والبرتقالة تبدأ باللون الأخضر؛ فإذا نضجت تحولت إلى اللون الأصفر، ومن أروع ما في الكون من جمال اللون الأخضر وهو الغالب على كل ألوان النبات، مما يثير بهجة في النفس.
رابعاً: الآثار الإيمانية لهذا الاسم: - وفي الأنعام جمال قال تعالى: {وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ}(النحل:6)؛ ففي الأنعام جمال وزينة في أعين الناس، لحسن صورتها وتركيبها وتناسق أعضائها وتناسبها. - وخلق الإنسان في أحسن صورة قال تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}(التين:4)، ويوسف –عليــه السلام- أوتي شطر الحسن وليس حسن الدنيا ولكن حسن وجمال آدم –عليه السلام-، فإن النسوة لما رأينه {أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ}.(يوسف:31) - ولقد أعطى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من ذلك الجمال حظاً وافراً فعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال:كانرسولاللهصلىاللهعليهوسلمأحسنالناسوجها,وأحسنهخلقاليسبالطويلالذاهبولابالقصير . وعنه قال:كان النبيُّ صلَّىاللهُعليه وسلَّممربوعًا،بعيدَمابينَالمَنكِبَينِ، لهشعرٌيبلغُ شَحمَةَأُذُنَيهِ، رأيتُه فيحُلَّةٍ حمراءَ لم أرَ شَيئًا قطُّ أحسن مِنه (صحيح البخاري)، وسئل رضي الله عنه:أكانوجْهُالنبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّممثلالسَّيْفِ،قال : لا، بلمِثْلَالقَمَرِ.(صحيح البخاري) - ولذا تجد كثيراً من الأحاديث إذا سئل الصحابي عن وصف النبي صلى الله عليه وسلم إن النبي صلى الله عليه وسلم إذا سُر أصبح وجهه كالبدر من شدة النور، وكان من وصفه –عليه السلام- أبيض اللون مشرباً بالحمرة، صلت الجبين، أدعج العينين –أي شديد السواد- أقني الأنف –أي طويل الأنف- وله برقة في أرنبته، كأن عنقه إبريق فضة، طويل رموش العينين، وكان صلى الله عليه وسلم من عند صدره إلى صرته خط فيه شعر خفيف، هذا ما وجد على صدره صلى الله عليه وسلم من الشعر وكان من حسنه وجماله في رقة يده، ما ذكره أنس رضي الله عنه قال: ما مست يدي ديباجاً ولا حريراً أبين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم, وكان صلى الله عليه وسلم مع هذا أشد حياءً من العذراء في خدرها، وكان مع هذا الحسن قد ألقيت عليه المحبة والمهابة؛ فمن وقعت عليه عيناه أحبه وأهابه، وقد جمع الله له مع جمال الخلقة وجمال الخُلق وحسنه فهو –عليه السلام- كما وصفته خديجة رضي الله عنها [إنكلَتَصِلُالرَّحِمَ،وَتَصْدُقُ الحديثَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتَقْري الضيفَ، وَتُعينُ عَلَى نَوائبِ الحَقِّ].(صحيح البخاري)
رابعاً: الآثار الإيمانية لهذا الاسم: وعن أنس رضي الله عنه قال: [خدمترسولاللهصلىاللهعليهوسلمعشرسنينفماقاللي : أفقط، وماقاللشيء صنعته : لم صنعته ؟ ولا لشيء تركته : لم تركته ؟ وكان رسولاللهصلىاللهعليهوسلممن أحسن الناس خلقا ، وما مسست خزاقط ولا حريراً ولا شيئا كان ألين من كفرسولاللهصلىاللهعليهوسلم، ولا شممت مسكاقطولا عطراً كان أطيب من عرقرسولاللهصلىاللهعليه وسلم](صحيح الترمذي)، وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: لميكنرسولاللهصلىاللهعليهوسلمفاحشاًولامتفحشاً، وإنه كان يقول : [إن خياركم أحاسنكم أخلاقا](صحيح البخاري)، فحسن الخلق يبلغ العبد مقامات عالية في الجنة لا يبلغها بعلمه، قال صلى الله عليه وسلم:[أثقلشيءفيميزانالمؤمنخلقحسن، إناللهيبغض الفاحش المتفحش البذيء](صحيح الجامع)، وقال صلى الله عليه وسلم:[إنمنأحبكم إلي وأقربكممنيمجلسايومالقيامةأحاسنكم أخلاقا، وإنمنأبغضكم إلي وأبعدكممنييومالقيامةالثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون . قالوا : يا رسول الله قد علمنا الثرثارين والمتشدقين فما المتفيهقون ؟ قال : المتكبرون].(صحيح الترمذي)
رابعاً: الآثار الإيمانية لهذا الاسم: -إن الجمال ينقسم إلى قسمين: ظاهر وباطن. فالجمال الباطن: هو المحبوب لذاته, وهو جمال العقل والجود والعفة والشجاعة، وهذا الجمال الباطن محل نظر الله من عبده وموضع محبته، كما في الحديث الصحيح: [إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم, ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم]. صحيح مسلم وهذا الجمال الباطن يزيّن الصورة الظاهرة، وإن لم تكن ذات جمال؛ فتكسوا صاحبها من الحلاوة والمهابة، بحسب ما اكتسب روحه من تلك الصفات؛ فإن المؤمن يُعطى مهابة وحلاوة بحسب إيمانه، فمن رآه هابه، ومن خالطه أحبه، وهذا أمرٌ مشهود بالعيان، فإنك ترى الرجل الصالح المحسن ذا الأخلاق الجميلة من أحلى الناس صورة وإن كان أسود أو غير جميل، ولا سيما إذا رُزق حظاً من صلاة الليل فإنها تُنور الوجه وتحسنه، وقد كان بعض النساء تكثر من صلاة الليل فقيل لها في ذلك فقالت: تدنيني من ربي وتحسن وجهي. ومما يدل على أن الجمال الباطن أحسن من الظاهر, أن القلوب لا تنفك عن تعظيم صاحبه ومحبته والميل له. وأما جمال الظاهر: فزينة خصّ الله بها بعض الصور عن بعض، وهي من زيادة الخلق التي قال الله تعالى فيها: {يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ}.( فاطر:1) قالوا: هو الصوت الحسن والصورة الحسنة، والقلوب مفطورة على استحسانه، ولقد حرص الإسلام على حسن الشكل، وجمال الهيئة في غير كبر أو ازدراء للناس، ولذا كانت سنن الفطرة التي أمر بها الإسلام بمثابة تجميل وتحسين للإنسان، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن من يحرص على نقاوة بدنه ونظافة أعضائه بالوضوء فإنه يبعث يوم القيامة مضيء الوجه أغر الجبين، نقي الأعضاء، كما في صحيح البخاري: [إنَّأُمتييُدعونَيومَالقيامةِغُرًّاًمُحجَّلينَمنآثارِ الوضوءِ،فمنِ استطاع منكُمأنيُطيلَ غُرَّتهُ فلْيفعل](صحيح البخاري)، وعند مسلم: [تبلغُالحليةُمنالمؤمنِحيثُيبلغُالوضوءُ](صحيح مسلم)، فمن كان في الدنيا وضوءه كثير قوي نوره يوم القيامة، وبلال رضي الله عنه سبق إلى الجنة لأنه كان يتوضأ ومع كل وضوء يصلي؛ فالنظافة والجمال جزء لا يتجزأ من الإسلام فالمسلم نظيف البدن، جميل الهيئة، والجسم المتسخ الهزيل المتزين بالذيل المرقع إنما هو من علامة الجهل بالدين بل ظنه بعضهم أن هذا من العبادة وهذا غاية الجهل، فالله عز وجل جميل يحب الجمال، فكيف يتقرب إليه بما لا يحبه؟.
رابعاً: الآثار الإيمانية لهذا الاسم: وفي سنن الترمذي [إناللهيُحِبّأنيرىأثرَنعمتهُعلىعبدهِ](سنن الترمذي)، وعنأبيالأحوصالجشمي رضياللهعنه،عنأبيه،قال : [رآنيالنبيصلىاللهعليهوسلموعليأطمار،فقال :هللكمنمال؟قلت : نعم،قال:منأيالمال؟ ! قلت : منكلقد آتانيالله : منالشاة ، والإبل.قال : إذا آتاكاللهمالاً ؛ فلير أثرنعمةاللهوكرامته عليك](حدثه الألباني)؛ فهو سبحانه يحب ظهور أثر نعمته على عبده، فإنه من الجمال الذي يحبه وذلك من شكره على نعمه، وهو جمالٌ باطن فيجب أن يرى على عبده الجمال الظاهر بالنعمة والجمال الباطن بالشكر عليها. والجمال الظاهر من أعظم نعم الله على عبده يوجب الشكر، فإن شكره بتقواه لربه وصيانته ازداد جمالاً على جمال، وإن استعمل جماله في معصية الله قلبه له في الدنيا قبل الآخرة، فتعود تلك المحاسن وحشة وقبحاً وشيناً، وينفر عنه من رآه، فكل من لم يتق الله في حسن وجماله انقلب قبح وشيناً، فحسن الباطن يعلو قبح الظاهر ويستره، وقبح الباطن يعلو جمال الظاهر ويستره، ولذا فإن المؤمن حريص أن لا يفتن بالجمال الظاهر فيقارب المعاصي بسبب هذا الجمال، ونذكر هنا حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ومنهم "رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله"، فهذا العبد التقي, لم يغره الجمال ولا المنصب أن يفعل هذا الفعل الذي يغضب الله؛ بل قد امتلأ قلبه من خوف الوقوف بين يدي الله فترك الذي يغضب الله؛ بل قد امتلأ قلبه من خوف الوقوف بين يدي الله؛ فترك هذا الأمر إجلالاً لله فكان من الله الجزاء بأن يكون من السبعة الذين يظلهم في ظله, والناس في زحمة الموقف تحت الشمس كلٌ يعرق على قدر عمله، أجارنا الله وإياكم من هذا الموقف وجعلنا من يُظل بظله يوم لا ظل إلا ظله ولمحبته سبحانه للجمال أنزل على عباده لباساً وزينة تجمّل ظواهرهم وتقوى تجمّل بواطنهم فقال: {يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ}(الأعراف:26)، وقال:{يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}(الأعراف:31)، وقال في أهل الجنة:{وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا ﴿11﴾ وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا﴿12﴾}.(الإنسان:11،12) فجمّل وجوههم بالنضرة وبواطنهم بالسرور وأبدانهم بالحرير، وهو سبحانه كما يحب جمال الأقوال والأفعال واللباس والهيئة فهو يبغض القبيح من الأقوال والأفعال والثياب والهيئة؛ فيبغض القبيح وأهله ويحب الجمال وأهله.
رابعاً: الآثار الإيمانية لهذا الاسم: وهنا تنبيه ينبغي أن يعلم: أن الجمال في الصورة واللباس والهيئة ثلاثة أنواع: 1-منه ما يُحمد: وهو ما كان لله وأعان على طاعة الله وتنفيذ أوامره والاستجابة له, كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتجمّل للوفود، فعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال:"رأيتُالنبيَّصلَّىاللهُعليهِ وسلَّمَفيليلةِإِضْحِيَانٍفجعلتُأنظرُإلىرسولِاللهِصلَّىاللهُعليهِ وسلَّمَوإلىالقمرِوعليهِ حُلَّةٌ حمراءُ فإذا هو عندي أحسنُ منالقمرِ”(سنن الترمذي)فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الجمال. 2-منه ما يُذم: وهو ما كان للدنيا والرياسة والفخر والخيلاء والكبر، وهو من باب ازدراء واحتقار الناس؛ فهذا مذموم. 3-منه ما لا يذم ولا يحمد: وهو ما خلا من القصدين وتجرد من هذه الوصفين. وبعد هذا: فإنه سبحانه يُعرف بالجمال الذي لا يماثله فيه شيء، ويُعبد بالجمال الذي يحبه من الأقوال والأعمال والأخلاق، فعلى العبد أن يجمّل لسانه بالصدق وقلبه بالإخلاص، والمحبة والإنابة والتوكل، وجوارحه بالطاعة ونعمه عليه في لباسه وتطهير نفسه من الأوساخ فيقلّم أظافره، ويقص شاربه ويستنجي، إلى غير ذلك من سنن الفطرة.-ما تقدم من كلام ابن القيم –رحمه الله- بتصرف، والقرطبي-.
رابعاً: الآثار الإيمانية لهذا الاسم: 4-إن الله تعالى أمر بملازمة كل خلق جميل وأوصى نبيه صلى الله عليه وسلم بذلك في آيات كثيرة فقال سبحانه: {فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا}(المعارج:5)، أي صبراَ لا شكوى فيه لأحد غير الله تعالى، وذلك في مقابل استهزاء الكفار وعدم إيمانهم بما يدعوهم إليه من الإيمان بالله واليوم الآخر، وقد قال يعقوب –عليه السلام كما جاء في القرآن الكريم: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ}(يوسف:18)، عند فقده ابنيه يوسف وبنيامين وهو –عليه السلام- قال كما جاء في القرآن الكريم:{قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}(يوسف:86)، وينبغي أن يعلم إن إخبار المخلوق بالحال للاستعانة أو الإرشاد لا يقدح في الصبر، فإخبار المريض للطبيب بشكايته، وإخبار المظلوم لمن ينتصر به بحاله، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذادخلعلىمريضيعوده قال: [لا بأس ، طهور إن شاء الله].(حدثه الألباني) وقال سبحانه لنبيه صلى الله عليه وسلم: {وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا}(المزمل:10)، والمعنى اهجرهم في الله هجراً جميلاً لا عتاب فيه, وفعل لا جزع فيه، وقال لنبيه صلى الله عليه وسلم {فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ}(الحجر:85)، ولذلك قال تعالى: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا}(النور:22)؛ فالعفو يختلف عن الصفح فبعض الناس يعفو ولكن لا ينسى ولا يمحيها من قلبه، فالعفو في نفس الوقت, والصفح أن يمحي ما في قلبه ولا يبقى في قلبه شيء من ذلك الموقف، ولهذا لما أنزل الله براءة عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها في حادثة الإفك قالأبوبَكرٍالصِّدِّيقُوَكانَ ينفِقُ علىمِسطحِبنِ أثاثةَ لقرابتِهمنهُواللَّهِ لا أنفقُ علىمسطحٍشيئًا أبدًا بعدَ الَّذي قال لعائشةَ ما قال فأنزلَ اللَّه{وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}(النور:22) ؛فقالأبوبَكرٍ:بلى واللَّهِ إنِّي لأحبُّ أن يُغفَرَ لي فرجَّعَ إلىمسطحٍنفقتَه الَّتي كانَ ينفقُ عليهِ. وقال عز وجل لنبيه: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا}(الأحزاب:28)، أي: طلاقاً خالياً من الأذى، مع أداء الحقوق والواجبات, وهذا السراح الذي يحبه الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم.
رابعاً: الآثار الإيمانية لهذا الاسم: 5-إن مما يسترعي الانتباه جمال القرآن الكريم؛ فإنك لو تركت القارئ يقرأ القرآن ويرتله حق ترتيله؛ فإنك ستجد نفسك منساقاً وراء هذه التلاوة ولا يعتريك شيء من السآمة أو الملل؛ بل لا تنفك تطلب المزيد منه، وهذا الجمال في لغة القرآن لا يخفى على أحد ممن يسمع القرآن، حتى الذين لا يعرفون لغة العرب؛ فكيف يخفى على العرب أنفسهم؟ حتى قال الوليد بن مغيرة عند سماعه للقرآن: إن له لحلاوة, وإن عليه لطلاوة، وإنه يعلو ولا يُعلا عليه.
رابعاً: الآثار الإيمانية لهذا الاسم: 6- إن أجمل ما خلقه الجميل سبحانه الجنة, وما فيها من نعيم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل: [أَعددتُلعباديَ الصالحينَمالاعينُرأتْ،ولاأُذنٌسمعتْ ،ولاخطرَ على قلبِ بشرٍ ، وأقرؤوا إن شئتُم: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}(السجدة:17)].(صحيح الترمذي) وحتى تعلمي حسن الجنان وجمالها وجمال أهلها انظري عند باب الجنة عينين؛ فيشرب أهل الجنة من العين الأولى فيذهب ما في بطونهم من الأذى، ثم يشربون من الثانية فيلبسون نضرة النعيم، وهذا الحسن والجمال يتفاوت على قدر منازلهم في الجنةح لأن الجنة درجات ما بين كل درجة ودرجة ما بين السماء والأرض. فالجنة جميلة ولا يدخلها إلا كل جميل فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إنَّأولَزُمرَةٍيَدخُلونَالجنةَعلى صورةِالقمرِليلةَالبدرِ،ثمالذينيَلونَهمعلىأشدِّ كوكبٍ دُرِّيٍّ في السماءِ إضاءةً ، لا يَبولونَ ولا يتغوَّطونَ ، ولا يَتفِلونَ ولا يمتَخِطونَ ، أمشاطُهمُ الذهبُ ، ورَشحُهمُ المِسكُ ، ومَجامِرُهم الأَلُوَّةُ - الأَلَنجوجُ ، عودُ الطيبِ - وأزواجُهم الحُورُ العِينُ ،علىخَلقِ رجلٍ واحدٍ ،علىصورةِأبيهم آدَمَ ، ستونَ ذِراعًا في السماءِ](صحيح البخاري)؛ فأهلها يتفاوتون في الحسن والجمال بتفاوت مراتبهم ودرجاتهم في الجنة كما بينا في الحديث، وأهل الدرجات في الجنة ليسوا في نعيم واحد، وإنما لكل درجة لها متعتها الخاصة ونعيم لا يوجد مثله في الدرجة التي دونها، فكلما علت الدرجة اتسعت واتسع معها نعيمها قال تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ﴿22﴾ عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ ﴿23﴾تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ ﴿24﴾ يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ ﴿25﴾ خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴿26﴾}(المطففين)، وروى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [إنأهلالجنةليتراءونأهلالغرفمنفوقهم،كما تتراءون الكوكب الدري الغابرمنالأفقمنالمشرق أو المغرب ؛ لتفاضل ما بينهم . قالوا : يا رسول الله ؛تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم . قال : بلى , والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين].(صحيح مسلم)
رابعاً: الآثار الإيمانية لهذا الاسم: وروى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [سلوا الله ليالوسيلة.قالوا: يا رسول الله وماالوسيلة ?قال:أعلىدرجةفيالجنةلا ينالها إلا رجل واحد أرجو أن أكون أنا هو](صحيح الترمذي)، وحسن أهل الجنة وجمالهم لا يقف عند حد معين؛ بل يزداد ويتجدد أبداً، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [إنفيالجنةلسوقايأتونهاكلجمعة؛فتهبريح الشمال فتحثوفي وجوههم وثيابهم ؛فيزدادون حسنا وجمالا ؛فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسنا وجمالا . فيقول لهم أهلوهم : والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا . فيقولون : وأنتم ، والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا].(صحيح مسلم) وأما مساكن أهل الجنة فطيبة جميلة، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [إنَّللمؤمنِفيالجنَّةِلَخَيمةًمنلؤلؤةٍواحدةٍ مجوَّفةٍ طولُها ستُّونَ ميلًاللمؤمِنِفيهاأَهلونَ يطوفُ عليهمِالمؤمِنُ؛فلا يَرى بعضُهم بعضًا].(صحيح مسلم) وقد أخبرنا الله عن وصف بطائن أهل الجنة فقال: {بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ}(الرحمن:54)، فإذا كانت البطانة من الإستبرق وهو أجود أنواع الحرير فما الظن بالذي فوق البطائن؟! وإن مما يدلك على جمال الجنة وأهلها انظر ما وصف الله به حور الجنة من أحسن الصفات، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [لغدوةفيسبيلاللهأوروحةخيرمنالدنياومافيها، ولقاب قوس أحدكمأوموضع يدهفيالجنةخيرمنالدنياومافيها، ولو أن امرأةمننساء أهل الجنة اطلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينهما,ولملأت ما بينهما ريحا ولنصيفها على رأسهاخيرمنالدنياومافيها].(صحيح الترمذي) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [أولُزُمْرَةٍتَلِجُالجنةَصورتهمعلىصورةِالقمرِليلةَالبدرِ، لا يبصقونَ فيها ولا يمتخطونَ ولا يتغوَّطونَ ، آنيتهم فيها الذهبُ ، أمشاطهم من الذهبِ والفضةِ ، ومجامرهم الأُلُوَّةُ ، ورشحهمُ المسكُ ، ولكلِّ واحدٍ منهم زوجتانِ ، يُرَى مُخُّ سوقهما من وراءِ اللحمِ من الحُسْنِ ، ولا اختلافَ بينهم ولا تباغضَ ، قلوبهم قلبُ رجلٍ واحدٍ ، يُسبحونَ اللهَ بكرةً وعشيًّا].(صحيح البخاري)
رابعاً: الآثار الإيمانية لهذا الاسم: وكما قال ربنا جل وعلا في وصفه للحور العين:{كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ}(الرحمن:58)،{وَحُورٌ عِينٌ ﴿22﴾ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ﴿23﴾}.(الواقعة:22،23) ومع هذا النعيم والجمال الذي يعجز عن وصفه اللسان لهؤلاء الحور فإن المرأة الصالحة من أهل الدنيا أجمل من هذه الحورية فضل الظهارة على البطانة, وذلك بصلاتها وصيامها وعبادتها لله تعالى، ومع كل هذا الجمال فإن أهل الجنة عندما يتجلى عليهم الجميل سبحانه ينسون كل جمال ونعيم، فإن النعيم نوعان: نوع للبدن، ونوع للقلب، وهو قرة العين وكماله بدوامه واستمراره، كما في الحديث: "وأسألك نعيم لا ينفد وقرة عين لا تنقطع"(صحيح النسائي)،ولما كانت الزينة زينتين: زينة البدن وزينة القلب، وكان القلب أعظمهما قدراً، وأجلهما خطراً، فإنه إذا حصل للعبد زينة البدن سأل ربه الزينة الباطنة "زينة الإيمان". ولما كان العيش في هذه الدار لا يبرد لأحد كائناً من كان؛ بل هو محفوف بالآلام الباطنة والظاهرة فإن المؤمن يسأل ربه "برد العيش بعد الموت"، وبعد هذا ينبغي أن يعلم أن أفضل نعيم الدنيا وهو معرفته سبحانه والشوق إلى لقائه وأفضل نعيم الآخرة على الإطلاق وأجله وأعلاه هو النظر إلى وجه الرب جل جلاله وسماع خطابه، كما في صحيح الترمذي عن صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم: [إذادخلأهلالجنةالجنةنادىمناد : إنلكمعنداللهموعداًيريدأن ينجزكموه . قالوا : ألم يبيض وجوهنا وينجنا من النار ويدخلناالجنة؟ قال : فيكشف الحجاب . قال : فوالله ما أعطاهم شيئا أحب إليهم من النظر إليه].(صحيح الترمذي)
رابعاً: الآثار الإيمانية لهذا الاسم: فبيَّن النبي –عليه الصلاة والسلام- أنهم مع كمال تنعمهم بما أعطاهم ربهم في الجنة، لم يعطهم شيئاً أحب إليهم من النظر إليه، وإنما كانت ذلك أحب إليهم؛ لأن ما يحصل لهم به من اللذة والـنعيم والفرح والسـرور وقـرة العين، فوق ما يحصل لهم من التمتع بالأكل والشـرب والحـور العين، ولا نسبة بيـن اللذتين والنعيمين ألبتة. وكما أنه لا نسبة لنعيم ما في الجنة إلى نعيم النظر إلى وجهه الأعلى سبحانه؛ فلا نسبة لنعيم الدنيا إلى نعيم محبته ومعرفته والشوق إليه والأمن به؛ بل لذة النظر إليه سبحانه تابعة لمعرفتهم به، ومحبتهم له، فإن اللذة تتبع الشعور والمحبة، فكلما كان المحب أعرف بالمحبوب وأشد محبة له، كان التذاذه بقربه ورؤيته ووصوله إليه أعظم.من كلا ابن القيم الجوزية –رحمه الله- جعلنا الله وإياكم ممن تلذذ بالنظر إلى وجهه الكريم وممن قال فيهم الله: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ﴿22﴾ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴿23﴾}.(القيامة:22،23) 7-ولأنه سبحانه جميل فقد أمرنا بحسن السمت، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرآني شعثاً قد تفرق شعري فقال: [أما كان يجد هذا ما يسكن به رأسه؟]، ورأى رجلاعليهثياب وسخة، فقال: [أما كان يجد هذا ما يغسل به ثوبه؟].(سنن أبي داود) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: [منكانلهشعر،فليكرمه].(سنن أبي داود) وحسن السمت هو حسن المظهر الخارجي للإنسان من طريق الحديث والسمت والحركة والسكون والدخول والخروج، وحسن السمت يكسب المرء احترام الآخرين وحبهم, ويكسب المرء الهيبة والوقار وهو يدل غالباً على صفاء القلب ونقاء السريرة.
رابعاً: الآثار الإيمانية لهذا الاسم: ومن ذلك أيضاً حسن العشرة فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أحق الناس بحسن صحابتي، قال: [أمك]، قال: ثم من؟ قال: [أمك]، قال: ثم من؟ قال: [أمك]، قال: ثم من؟ قال: [أبوك].(صحيح مسلم) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [إذاأتَىأحدُكمخادمَهبطعامهِ، فإنْ لم يُجلسهُ معه ، فليناولْهُ أُكلةً أو أُكلتينِ ، أو لُقمةً أو لُقمتينِ ، فإنَّهُ وَلِيَ حرَّهُ وعِلاجَهُ].(صحيح البخاري) ومن حسن العشرة ما جاء في البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: كنت ألعب بالبنات عند النبي صلى الله عليه وسلم, وكان لي صواحب يلعبن معي، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل يتقنعن عنه فيسربهن، إليَّ فيلعبن معي. وعن عائشة رضي الله عنها أنها كانت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر قالت: فسابقته فسبقته على رجلي فلما حملت اللحم سابقته فسبقني؛ فقال:[هذه بتلكالسبقة].(سنن أبي داود) وعن عائشة رضي الله عنها قالت: [ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط بيده ولا امرأة ولا خادماً؛ إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله عز وجل].(صحيح مسلم) ومن حسن المعاملة مع الناس ما جاء عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [رحمَاللهُرجلًا،سَمْحًاإذا باعَ ، وإذا اشترى ، وإذا اقْتضى].(صحيح البخاري) وعن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [حوسبرجلممنكانقبلكم pفلميوجدلهمنالخيرشيء إلا أنهكان رجلاً موسراً, وكانيخالط الناس ، وكانيأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر؛ فقالاللهعز و جل لملائكته : نحن أحق بذلكمنهتجاوزوا عنه](حدثه الألباني)، وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: [لاتحقرَنَّمنالمعروفِشيئًا، ولو أن تلقَى أخاك بوجهٍ طلِقٍ].(صحيح مسلم)
تنفيذ وإخراج: موقع دعوتها