200 likes | 409 Views
الكـثير يظـن بـأن بــر الوالـديـن فقـط فـي الســــــــــلام عليهـم وتـقبيـل رأسهـم فـإن هـو فعـل ذلـك فهـو بـــار بـوالـديـــه.
E N D
الكـثير يظـن بـأن بــر الوالـديـن فقـط فـي الســــــــــلام عليهـم وتـقبيـل رأسهـم فـإن هـو فعـل ذلـك فهـو بـــار بـوالـديـــه لكـن البـر بالوالديـن أكبر من ذلك بكثير ،، فما ينفع تقبيل رأس الوالدين وأنت ترفـع صـوتـــك عـليـهـــم ولا تتحمل حـديثهم أو مـجـالـسـتـهــــم وتتعـذر فـي تـلبيــة طــلبـــــاتـهـــــــم وحــاجــاتـهـــــم !!
أي عمـل وأي ارتباط مهما كان ولو كانت صفقة ملايين لا تعادل عند الله السعي فـي حـاجـة الوالدين مهما صغرت أو حتى مجرّد الجـلوس معهم
اجتهدوا فـي تعليمك ومنحـوك جـل وقتهـم وعـصارة شبابهـم وقـوتهـم وهـم يـأملـون لـك مستـقـبـلاً بـاهــراً يفـخــرون بــك
علمـوك الإيـمـان وأنشؤوك على طـاعـة الله فـأنـجـوك مـن النـار منفذين بذلك حـديث النبي صلى الله عليه وآلـه وسلم : يولــد المــرء عـلى الفـطـرة فـأبـواه يهـودانـه ( يهـودي ) أو ينصرانـه ( نصراني ) أو يمجـسانـه ( مجـوسي ) ،، فـلم يدعـوك لذلك وحـرصوا على تنقيتك وتزكيتك وتطهيرك خالصاً لربك خـالقـك
إن كنت لا تستشعـر نعمـة الوالـديـن فـغـيرك يبكـي فـقـدانهـم لأنــه حـُرم الحـنـان والأمـومــه ويتمنـى وجـودهـم ليبـرهـم ،، فـلا تـفـرّط أنت بـذلـك يقول لـي صديـق عندمـا تـوفـي أبـاه : كـان والدي بـابـاً مفتوحـاً لـي إلـى الجـنـــــة ، والآن أنـــا نـــادم أن هــذا البـــاب قــد أغــلـــق
امنـح والـديـك مـن وقـتـك ،،،، جـالـسهــم ،،،، تـحـدث معهـم دون أن يشعروا بـأنـك مكـــــره أو متمـلـــــــل اسـع فـي تـلبيـة طـلبـاتـهم وحـاجـاتـهم دون تـذمـر أو ملـل ،،، وتـذكـر سعيهـم وعنـاءهم لك وهم فرحين بذلك يوم كنت طـفلاً لا شيء والله يعـادل الوقت الذي تـقضيـه مع والديك أو تـلبي لهـم حـاجــة ،، واستشعر ذلك لله فهو أسمى طـاعـة وعـبــاده
إيــاك أن تهمل أو تغـفـل عـن والديـك يـوم يكـونـوا هـم فـي حـاجـتـك ،، واحــذر أن تعتـذر لهـم فتقدم شيئـاً مـن الدنيـا عليهـم فـإن ذلك يـؤلمـهـم أشــــد الإيـلام وينزل دمعتهم ،، لأنهم يعتقدون أنهـم الأغـلى والأهــــم فـي حـيــاتـــــك فـلا تصدمهم بعكـس ذلك ،، وإن دمعتهم تغـضـب الـرب ،، وحـيـن يغـضـب الــرب ينـزل سخـطــه ،، فـاحـــذر ذلـك
لا ترفـع صوتـك على والديـك ،،، أظهـر لهـم الأدب والإحترام ،،، استمع لهـم بإنصات واهتمـام ،،، أظهر لهم مكانتهم ومحبتهم فـي قـلبـك ،،، أدع لهـم ،،، كــن لهـم الطبيب المــداوي والبلسـم الشـــافـي ،،، لا تــدع لحـظـة مـن لحـظـات النـدم والضيق تـدب فـي نفـوسهـم بسببـك
شهد ابن عمـر رجـلاً يمانيـاً يطـوف بالبيت حـمل أمــه وراء ظهره يقول : إني لها بعيرها المذلل ،، إن أذعـرت ركابها لم أذعـر ،، الله ربي ذو الجلال الأكـبر حـملتهـا اكـثر مـمـا حـملتـني فهـل تـرى جــازيتهـا يــا ابــن عــمــر ؟ قـال ابـن عـمـر رضي الله عنهمـا : لا ، ولا بـزفــرة واحـــدة
كـان محمد بن سيرين إذا كـلم أمـه كأنـه يتضرع ، وقال ابن عـوف: دخـل رجـل على محمد بن سيرين وهو عند أمــه، فقال: ما شــأن محمد أيشتكي شيئا؟ قالوا: لا، ولكن هكذا يكون إذا كـان عند أمـه وهذا أبو الحسن علي بن الحسين زيـن العـابدين رضي الله عنهم كـان من سادات التابعين وكان كثير البـر بـأمــه حتى قيل له: إنك من أبر الناس بـأمـك ولسنا نراك تـأكـل معها فـي صحفـة، فقـال: أخـاف أنتسبق يـدي إلـى ما سبقـت إليـه عينهـا فـأكـون قـد عـقـقـتـهــا وهذا حيـوة بن شريح رحـمه الله وهو أحـد أئمـة المسلمين والعلمـاء المشهورين يقعد فـي حلقته يعلم الناس ويأتيه الطلاب من كل مكان ليسمعوا عنه، فتقول لـه أمـه وهو بين طـلابـه: قـم يا حيوة فـاعلف الدجـــاج، فيقوم ويتـرك التعليم ،، بـراً بوالدتـه
وهل أتـاك نبأ أويس بن عامر القرني؟ ذاك رجـل أنبأ النبي صلى الله عليه وآلـه وسلم بظهوره وكشف عن سناء منزلته عند الله ورسولـه وأمر البررة الأخيـار من آلـه وصحابته بالتماس دعوتـه وابتغاء القربى إلى الله بها، وما كانت آيته إلا بره بـأمــه وذلك الحديث الذي أخرجـه مسلم: كـان عمر رضي الله عنه إذا أتى عليه أمداد أهـل اليمن سألهمأفيكـم أويـس بن عـامر؟ حتى أتى على أويس بن عامر فقال: أنت أويـس بن عامر؟ قال: نعم، قـال: من مراد؟ قال: نعم، قال: كـان بـك بـرص فبرأت منه إلا موضع درهم؟ قال: نعم، قال: لك والـدة؟ قـال: نعم قـال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يأتي عليكم أويـس بن عامر مع أمداد اليمن من مراد ثم من قرن كان به أثر برص فبرأ منه إلا موضع درهم له والدةٌ هو بارٌ بها لو أقسم على الله لأبرّه، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل فاستغفر لـي، فاستغفر له، فقال له عمر رضي الله عنه : أين تريد؟ قال: الكوفـة قال: ألا أكتب لك إلى عاملها؟ قال: أكون في غبراء الناس ( عامة الناس ) أحب إليوعن أصبغ بن زيـد قال: إنما منع أويـساً أن يَقدم على النبي بـرّه بـأمــــه انظر كيف أن الله تعالـى أنزل الوحي على رسوله صلى الله عليه وآلـه وسلم ليحكي لـه بـر أويـس بوالدتـه ولـم ير الرسول أويـساً ولا أويـس رأى الرسول صلى الله عليه وآلـه وسلم ،، وكيف أن عمر المبشر بالجنة يطـلب استغفـار أويـس لـه ، ومـا ذلـك إلا لبـره بـوالــدتــــه
قـال رسـول الله صـلى الله عليـه وآلــه وسلـم : كـل الذنــوب يـؤخــر الله تعـالـى مـا شـاء منهـا إلـى يـوم القيـامـة إلا عـقـوق الوالـديـن فـإن الله يعجـلـه لصـاحـبـه فـي الحـيـاة قبـل المــوت . ( رواه الطبراني فـي الكـبير والحـاكـم فـي المـستـدرك وصححـاه ) قـال رسول الله صلى الله عليه وآلـه وسلم : رضـا الـرب فـي رضـا الـوالـديـن وسخـط الـرب فـي سخـط الـوالـديــن . ( رواه الترمذي وصححـه إبـن حـبـان والحـاكـم )