450 likes | 992 Views
لمحات من الإعجاز الطبى. فى القرآن الكريم. أ.د/ مجاهد أبو المجد. أستاذ الباطنة – كلية الطب. جامعة المنصورة. عــاقـــــــر. عـاقـــر وعـقيـــم . وردت فى ثلاث مواضع فى القرآن الكريم. 1- فى الآي ة رقم (40) من سورة آل عمران :.
E N D
لمحات من الإعجازالطبى فى القرآن الكريم أ.د/ مجاهد أبو المجد أستاذ الباطنة – كلية الطب جامعة المنصورة
عــاقـــــــر عـاقـــر وعـقيـــم وردت فى ثلاث مواضع فى القرآن الكريم 1- فى الآية رقم (40) من سورة آل عمران: قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاء
2- فى الآية رقم (5) من سورة مريم: وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا
3- فى الآية رقم (8) من سورة مريم: قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا
عـقـــــيم وردت فى أربع آيات فى القرآن الكريم 1- فى الآية رقم (55) من سورة الحج: وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ
2- فى الآية رقم (50) من سورة الشورى: أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ
3- فى الآية رقم (29) من سورة الذاريات: فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ
4- فى الآية رقم (41) من سورة الذاريات: وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ
نلحظ من هذه الآيات: (1) أن زوجة سيدنا زكريا وصفت فى القرآن الكريم بلفظة عاقر على لسان سيدنا زكريا.
(2) أن زوجة سيدنا إبراهيم وصفت بلفظة عقيم.
(3) أن لفظة عقيم شملت وصف الرياح بالعقيم بجانب وصف البشر.
1- هل هناك فارق بين لفظتى عاقر وعقيم ؟
2- وما هو المدلول العلمى الطبى لهاتين اللفظتين ؟
3- هل يمكن أن نستنبط من هذا إعجازا علميا للقرآن الكريم ؟
إذن.. ما معنى الكلمتين ؟؟
أولاً: عاقر القاموس المحيط: رجل عاقر وعقيم لا يولد له ولد والعقرة خرزة تحملها المرأة لئلا تلد.
المختار الصحاح: العاقر المرأة التى لا تحمل. ورجل عاقر لا يولد له.
لسان العرب: العقر: هو استعقام الرحم وهو أن لا تحمل. ورجل عاقر وعقير : لا يولد له. وعقرة العلم: النسيان. والعقرة: خرزة تشدها المرأة على حقويها لئلا تحمل. وقال الأزهرى: العقرة خرزة تعلق على العاقر لتلد. قيل: كانوا إذا أرادوا نحر البعير عقروه أى قطعوا إحدى قوائمه ثم نحروه.
وفى الحديث: أنه مر بحمار عقير أى أصابه عقر ولم يمت بعد.
ثانياً: عقيم القاموس المحيط: هزمه تقع فى الرحم فلا تقبل الولد. وريح عقيم: غير لاقح. ويوم عقام: شديد.
المختار الصحاح: العُقام: الداء الذى لا برء منه. رحم معقومة: أى مسدودة لا تلد. رجل عقيم: لا يولد له. ريح عقيم: لا تلقح سحاباً ولا شجراً. ويوم القيامة: يوم عقيم لأنه لا يوم بعده.
لسان العرب: العُقم: هزمه تقع فى الرحم فلا تقبل الولد. الريح العقيم: التى لا تكون معها لقح أى لا تأتى بمطر إنما هى ريح الإهلاك. وقيل لا تلقح الشجر ولا تنشئ سحاباً ولا تحمل مطراً. والعقم: القطع.
من إستعراض معنى عاقر وعقيم فى معاجم اللغة تبرز لنا عدة أسئلة ...؟
2- أم أن هناك خلافا بين عاقر وعقيم ؟
3- إذا كان هناك خلاف فأيهما أقوى فى دلالة عدم الإنجاب؟.. عاقر أم عقيم ؟
بعد إستعراض المعنى فى ثنايا معاجم اللغة ندرك الآتى... (1) عاقر تختلف فى المعنى عن عقيم.
(2) وأن عاقر أخف من عقيم. أى أن درجة العقر لغوياً أخف من درجة العقم.
ويؤكد هذا الفهم ما ورد فى كتاب ربنا فى وصف الريح بالعقيم (الذاريات) وأعقبها سبحانه وتعالى بقوله ”ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم“.
ووصف الله سبحانه وتعالى هذه الريح ايضاً فى سورة الأحقاف (24، 25) بأنها تدمر كل شيء بأمر ربها. فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ*تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ
المدلول العلمى الطبى لعاقر وعقيم: من المعلوم طبياً أن عدم الإنجاب بالنسبة للذكر والأنثى يندرج تحت سببين رئيسيين هما: Infertility - Sterility Sterility: The state of being unable to produce offspring, in a women it is an inability to conceive, in a man it is inability to impregnate. In general, the incapability of fertilization or reproduction.
Infertility: The diminished ability to conceive or produce an off spring while sterility is the complete inability to conceive or produce off springs.
من هذا التعريف نستطيع أن ندرك أن (Sterility) هى عدم القدرة على الإنجاب بتاتاً بالوسائل الطبية المتاحة أما (Infertility) هى نقص المقدرة على الإنجاب مع وجود أسباب لذلك يمكن اصلاحها. ولهذا فإن: ( Sterility) هى العقم. و (Infertility) هى العقر.
وتستطيع أن تلحظ دقة وروعة البيان القرآنى حين وصف زوجة سيدنا زكريا بالعاقر فى سورتى آل عمران ومريم ثم أعقب ذلك فى سورة الأنبياء يقول ربنا فى الآية (90): فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ أى أن الله سبحانه وتعالى قد اصلح زوجة سيدنا زكريا بقدرته كى تحمل من عيب منعها من الإنجاب ولم يذكر الإصلاح بهذا المعنى تجاه زوجة سيدنا إبراهيم.
ولعل سائل يقول أن الإصلاح المقصود فى هذه الآية الكريمة هو إصلاح معنوى خلقى وليس بإصلاح مادى.
فلننظر لقول كتب التفسير فى ذلك يقول الإمام القرطبى فى الجامع لأحكام القرآن. قوله تعالى ”فاستجبنا له“ أى أجبنا دعاءه ”وأصلحنا له زوجه“ قال قتادة وسعيد بن جبير وأكثر المفسرين: أنها كانت عاقراً فجعلها ولوداً وقال ابن عباس وعطاء كانت سيئة الخلق طويلة اللسان فأصلحها الله فجعلها حسنة الخلق ويقول الإمام القرطبى ويحتمل أن تكون قد جمعت المعنيين.
وكذا قال الإمام الطبرى فى جامع البيان فى تأويل القرآن. فى تفسير الجلالين ”وأصلحنا له زوجه“ فأتت الولد بعد عقمها. وبالطبع فإن الله سبحانه وتعالى قادر على أن يجعل العاقر والعقيم ولوداً.
أنظر إلى روعة البيان القرآنى فى الآيتين (49،50) من سورة الشورى. لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ *أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ
يقول ابن كثير فى تفسير هاتين الآيتين الكريمتين يخبر تعالى أنه مالك السموات والأرض والمتصرف فيهما وأنه يعطى من يشاء ويمنع من يشاء ولا مانع لما أعطى ولا معطى لما منع وأنه يخلق ما يشاء ”يهب لمن يشاء إناثا“ أى يرزقه البنات فقط ”ويهب لمن يشاء الذكور“ أى يرزقه البنين فقط ويعطى لمن يشاء الزوجين الذكر والأنثى ويجعل من يشاء عقيما أى لا يولد له.
فى مجال طلاقة القدرة قال الله ويجعل من يشاء عقيماً ولم يقل عاقراً. إذا أن العقيم لا تلد الا بمشيئته هو وكذا العاقر ولكن العاقريمكن أن تلد بالوسائل الطبية الحديثة بإذن الله. فإذن استخدام اللفظة عقيم فى مجال طلاقة القدرة والتحدى أقوى وأخص من استخدام اللفظة عاقر.
وهكذا تتضح روعة الأداء البيانى ودقة اللفظ القرآنى وهكذا تستبين معجزة القرآن وتتجلى جلية واضحة فى عصر العلم. سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ